مستشفى الطاهر المعموري بنابل: لحظات قبل الكارثة
"تعبنا ... يعيشكم استحفظوا على ارواحكم نحبوا نرتاحوا شوية" بهذه العبارات وجه الاطار الطبي وشبه الطبي العامل بمسلك كوفيد بالمستشفى الجامعي الطاهر المعموري نداء استغاثة من حجم الارهاق بسبب ارتفاع عدد الاصابات وتوافد المرضى .
فطاقة استيعاب القسم بلغت 100% ب بالنسبة لأسرة الانعاش دون ذكر حالات الانتظار فيما بلغت طاقة استيعاب أسرة الاكسيجين 120% وفق تأكيد عماد العريبي كاتب عام الفرع الجهوي لجامعة الصحة بنابل.العريبي أكد لموزاييك أن الاطار العامل بلغ مرحلة الانهاك بسبب تواصل ساعات العمل بين مختلف الخدمات الطبية بمسلك كوفيد وبمنظومة التلقيح وبمختلف العيادات الأخرى وكشف لموزاييك أن وزير الصحة أرسل منشورا داخليا يوصي فيه الادارة بتركيز الجهود على مجابهة جائحة كوفيد وتأجيل العمليات والخدمات الطبية غير المستعجلة توفيرا لجهود الطواقم الصحية غير أن ادارة مستشفى الطاهر المعموري خالفت منشور الوزير وواصلت تشتيت الجهود وفق قوله ما جعله يطلب جلسة عمل عاجلة لتبليغ شكواه للادارة الجهوية للصحة بنابل محييا تجاوب المديرة الجهوية رجاء مشرقي محفوظ مع مطلبه وتعيين جلسة عمل عاجلة ليوم غد
خلال زيارة مراسلة موزاييك للاطار العامل بالمستشفى الجامعي رصدت شهادات الممرضين والأطباء العاملين بمسلك كوفيد ووحدة الطب الاستعجالي .
رئيسة وحدة الاستعجالي بالقسم قالت إنهم يعملون مدة سبعة أيام دون توقف ولا مجال للغياب حتى يوم الأحد ومن اقتضت الضرورة تغيبه عليه أن يبقي هاتفه متاحا تحسبا لكل طارئ.
وأضافت نعمل في ظرف عصيب وضغط رهيب فضحايا كوفيد في تزايد اذ نستقبل يوميا من 16 الى 20 مريض ونرفع يوميا ما بين 30 الى 60 عينة للتحليل المخبري وهو أمر يفوق طاقة التحمل البشري علاوة على انعدام سبل الراحة .
وواصلت القول :" تنعدم لدينا أبسط مقومات الراحة .. غرفة الممرضين التي كنا نلجأ اليها للجلوس قليلا تحولت الى غرفة لإيواء مرضى كوفيد لتزويدهم بالاكسيجين ولا نجد دورة مياه !"
زميلها أكد أن طاقة ايواء المرضى تجاوزت طاقة الاستيعاب بمسلك كوفيد الى حد ايواء مرضى كوفيد في قاعة الانتظار وفي مكاتب الاداريين لاعطائهم جرعات أكسيجين . وقال الممرض :" الوضع الان كارثي بأتم معنى الكلمة بسبب توافد مرضى كوفيد على المستشغى وارتفاع حالات الاصابةو اذا تواصل هذا الضغط الرهيب على المستشفى لن نجد الأسبوع المقبل أكسيجين لاسعاف المرضى ولا أسرة لإيوائهم ... نحن نعيش لحظات ما قبل الكارثة"!
